الاثنين، ١٨ يوليو ٢٠١١

جمال فهمي يكتب في التحرير: اضحك مع التشكيل



ما تعرفش واحد بتاع إسكان كويس؟ 

هكذا باغتني محدثي قبل أيام وأنا وهو نتسكع وسط تجمعات الشباب النبيل المعتصم في ميدان التحرير.. ورغم أنني خمنت فورا قصده، فإنني وجدتها فرصة ثمينة للاستعباط، فأجبته مستعبطا:
- يعني إيه واحد بتاع إسكان.. تقصد سمسار شقق؟!
- يا أخي سمسار إيه.. أنا عايز واحد راجل، ويا حبذا لو كان مهندس ينفع وزير إسكان.
- مبروك.. يبدو أن المجلس العسكري كلفك بتشكيل الحكومة الجديدة!
- شكلك بتهرج.. مش كده؟!
- أيوه فعلا باهرج.. عندك مانع؟
- يا سيدي أرجوك، أنا باتكلم جد، الدكتور عصام شرف طلب مني مشكورا أن أرشح له شوية ناس كويسين ينفعوا وزرا، بحيث يأتي تشكيل حكومته الجديدة معبرا عن الثورة ونبض الشارع، ويرضي الشباب كمان عشان نخلص.
- بس معلوماتي أن الدكتور شرف، مشكورا، برضه طلب من آخرين الطلب عينه، لاجل خاطر عيون الثورة والشباب والشارع أيضا..
- وماله، كله مصلحة.. ده اسمه في السياسة -وانت سيد العارفين- توسيع قاعدة الترشيح والاختيار.. يعني لو نجحنا أنا وغيري إننا نوفر للدكتور قائمة بـ50 أو 100 اسم من الشخصيات المرموقة في كل التخصصات ووضعناها أمامه عشان ينقي منها اللي هو عايزه، ساعتها تشكيل الحكومة حيطلع متنوع وجميل ويرضي كل الأطراف.
- نعم، ومتوافر فيه أيضا كل العناصر الغذائية.. طبق سلطة يعني.
- أرجوك.. قليلا من الجدية من فضلك، وياريت حضرتك تقدر أننا نمر بمرحلة تاريخية دقيقة، وكما ترى فالثورة الآن في خطر والشارع غاضب ومحتقن زي ما أنت شايف ومحتاج نعمل له حاجة.
- نعمله حاجة، بمعنى نعمل له حكومة وإحنا واقفين على الرصيف؟!
- إنت بتحتقر الرصيف؟!
- لأ طبعا ماقدرش أحتقر الرصيف، لأن له وظيفة وفايدة، لكني بصراحة باحتقر ولا أثق ولا أتوقع أي فائدة من حكومة تتشكل بهذه الطريقة.

بدت ملامح الضيق والإحباط الشديدين واضحة ومتمكنة تماما من وجه محدثي، ثم بعد فترة صمت زفر زفرة زهق حارة قبل أن يقول بنفاد صبر:
- باختصار، ما عندكش حد ينفع إسكان..
- مين قال لك؟
- شكلك كده..
- يا رجل، أنا فقط كنت أداعبك.. لماذا لا تتحلى بروح الدعابة؟ نحن في ثورة ضاحكة ومتفائلة، بل إن بعض من ركبوا موجتها يفطسون من الضحك.
- طيب قل لي، مين عندك ينفع وزير إسكان، وبالمرة عايز واحد ينفع خارجية؟
- أنت الآن تقول خبرا مهما.. هل حضرتك متأكد أن بتاع الخارجية الحالي حيشيلوه؟
- لا مش متأكد.. بس نختار واحد احتياطي..
- على رأيك.. لكن بتاع الخارجية الجديد لازم يكون مهندس برضه؟
- لا مش شرط.. بس طبعا لازم يكون بيعرف لغات.. قول لي بقى بترشح مين؟
- نبدأ بالهندسة، أقصد الإسكان.. الحقيقة في ذهني مرشح يتوافر فيه الشرطان معا، أي «الهندزة» والملامسة الدائمة لنبض الشارع..
- مين ده؟ إديني اسمه فورا أرجوك..
- ماعرفش اسمه بالكامل، لكن اليافطة المرفوعة على الكشك بتاعه في الشارع اللي ورانا مكتوب عليها «عنتر لهندسة الولاعات».. أما الخارجية واللغات فعم إدريس «الترجمان» هو خير من يتولاها، لأن لديه خبرة عمل لعقود طويلة مع سواح أشكال وألوان ومن شتى الأعراق والأجناس والألسنة ?..

 by Tahrir News on Monday, July 18, 2011 at 9:52am

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق