الثلاثاء، ١٩ يوليو ٢٠١١

محمد فتحي يكتب في التحرير: القطار في المحطة



أول من أمس حدثني صديقي المبدع أحمد حمدان من على رصيف محطة سكك حديد المنيا، حكى لي عن القطار 970 المتجه من القاهرة إلى الصعيد والذي أقلع وجهاز التكييف معطل، اشتكى الركاب فوعدهم مسؤولو القطار بإصلاح التكييف في أقرب محطة. بدأت المحطات تتوالى والعرق يلهب أجساد الناس الذين بدؤوا يشعرون باختناق، لكن ناظر القطار طمأنهم أن الموضوع سيحل بعد خمس دقائق. بالطبع كان يقصد خمس دقائق ضوئية لأن المكيف لم يعمل حتى الوصول لمحطة المنيا، وهنا نزل الناس من القطار وافترشوا القضبان رافضين استمرار القطار، إلا لو على جثثهم حتى يصلح التكييف. نام الناس على القضبان من أطفال ونساء وشيوخ عجائز وشباب زي الورد، وخرج عليهم - كعادة هذه الأيام من يقول لهم «استحملوا شوية».. «أنتو هتعملوا زي بتوع التحرير ولّا إيه».. «البلد مش ناقصاكم».. «هتعطلوا كده حركة القطارات كلها والبلد مش ناقصة». لكن الناس ظلوا على القضبان هذه هي حال مصر الآن. وعود دائمة بحلول وهمية لا تحدث يصل الناس بعدها إلى اعتصامات وتهديدات، رغم رفضنا لبعضها، إلا أننا يجب أن نتفهمها. الناس تشعر أن أحدهم (استلطخها) على قفاها، وأن قطار الثورة لم يقلع من المحطة بعد.

 by Tahrir News on Tuesday, July 19, 2011 at 10:03am

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق