الاثنين، ١٥ أكتوبر ٢٠١٢

نظرية: حقيبة الظهر

كم تزن حياتك؟
تخيل للحظة أنك تحمل حقيبة ظهر.
أريدك أن تشعر بالأشرطة على كتفيك. هل تشعر بها؟
 
أريدك أن تحزم كل الأشياء التي لديك في حياتك.
عليك أن تبدأ بالأشياء الصغيرة.
الأشياء على الرفوف، في الأدراج، والمقتنيات.
اشعر بالوزن كلما أضفت شيء.
 
ثم ابدء في إضافة الاشياء الأكبر.
الملابس، والأجهزة والطاولة، والمصابيح، والبياضات، جهاز التلفزيون.
يبدو أن حقيبة ظهرك ثقيلة جدا الآن.
 
اذهب للأكبر.
الأريكة، السرير الخاص بك، مائدة المطبخ، احزم كل ذلك في في الحقيبة.
سيارتك، ضعها هناك.
منزلك، سواء كان ذلك شقة استوديو أو منزل من غرفتي نوم.
أريدك أن تحزم كل شيء في حقيبة الظهر.
 
حاول الآن أن تمشي. من الصعب بالتأكيد، أليس كذلك؟
هذا هو ما نفعله بأنفسنا يومياً:
نحمل أنفسنا بأوزان لا نستطيع تحملها وتعجزنا حتى عن الحركة
وبما لا يدعوا مجالاً للشك، الحركة هي الحياة
 
الآن، سنقوم بحرق حقيبة الظهر والتخلص منها.
ماذا الذي تريد أخذه من بين هذه الأشياء في الحقيبة قبل حرقها؟
الصور الشخصية؟ صور للأشخاص الذين لا يستطيعون حتى أن يتذكروك.
امتلك شجاعتك واحرق حتى الصور.
 
في الواقع احرق كل شيء وتخيل الاستيقاظ غدا بدون أي شيء.
انها شعور مبهج بالتأكيد، أليس كذلك؟
 
...
 
هذه هي الطريقة التي أبدأ حياتي اليومية.
الآن سنقوم بالأصعب، فتحمل معي قليلاً.
 
لديك حقيبة ظهر جديدة.
الآن هذه المرة، أريد منك أن تملئها بالأشخاص
ابدأ بالمعارف العارضة أو المؤقتة، ثم أصدقاء الأصدقاء، والناس في العمل.
 
ثم انتقل إلى الناس الأكثر ثقة والذين تحتفظ معهم بكل أسرارك.
لديك ابناء العم، الأعمام والعمات. إخوانك، أخواتك، والديك.
وأخيرا زوجتك أو زوجك، صديقك أو صديقتك.
 
ضعهم جميعا في حقيبة ظهرك الجديدة.
لا تقلق، أنا لن أطلب منك أن تشعل فيهم النار هذه المرة.
اشعر بوزن تلك الحقيبة.
ستجد وبلا أدنى شك، أن علاقاتك الشخصية هي أثقل المكونات في حياتك.
 
أريدك أن تشعر بالأشرطة على كتفيك.
جميع تلك المفاوضات والجدل والأسرار، والتنازلات.
أتحتاج إلى تحمل كل هذا الوزن.
أم تخلع الحقيبة عن كتفيك.
 
بعض الحيوانات تحمل بعضها البعض للعيش في تناغم تام لمدى الحياة.
نجمة العشاق، البجعة ذات الزوج الواحد.
نحن لسنا تلك الحيوانات.
 
ونحن نتحرك أبطأ، ونموت أسرع.
نحن لسنا البجع، نحن أسماك القرش.
 
من فيلم: Up in the Air لجورج كلوني
 
ملحوظة أخيرة:
فشلت هذه النظرية بنهاية الفيلم
ونكتشف أن الانسان لا يستطيع أن يعيش بعيداً عن حقيبة الظهر تلك أو يتخلى عما بها
ونكتشف ان قيمة الانسان تزداد كلما زاد وزن الحقيبة وزاد من فيها
الانسان كائن اجتماعي لا يستطيع العيش وحيداً