الاثنين، ٢٦ سبتمبر ٢٠١١

تخيل معي .. عن القمح المصري

تخيل معي .. عن القمح المصري

مساحة الصحراء الغربية لمصر أكثر من 700 ألف كيلومتر مربع
أي ما يعادل أكثر من 173 مليون فدان
والصحراء الغربية صالحة في معظمها لزراعة القمح والشعير
والمياه الجوفية متوفره بكثره في هذه الصحراء بخلاف المطر وما يمكن ايصاله من النيل عن طريق توشكى والفيوم وغيرها
تخيل معي لو زرعنا 40% فقط من مساحة هذه الصحراء أي ما يعادل 70 مليون فدان
فدان القمح في مثل هذه الأراضي ينتج حوالي 20 أردب قمح بحد أدنى
أردب القمح يساوي 150 كيلوجرام
أي أن هذه الأرض يمكنها انتاج 210 مليون طن قمح .. تخيل
لو افترضنا أن الناتج هو 70% فقط من هذه القيمة نتيجة أي ظروف مثل المناخ أو سوء التخزين أو غيرها
يكون المتبقي هو 147 مليون طن قمح
استهلاك مصر من القمح مابين 11 و14 مليون طن ... قول 17 مليون يا سيدي
نزرع منها حالياً 6 مليون طن فقط ... بناقص .. مش حاندخلها في الحسبة خالص
الباقي يكون 130 مليون طن قمح فائض للتصدير .. يانهار نادي
سعر طن القمح حوالي 2000 دولار بحد أدنى ... كل حاجة أهوه بحد أدنى وبأسوأ تقدير
يكون دخل القمح من البيع يساوي 260 مليار دولار
ده غير الاكتفاء الذاتي وتشغيل ناس واستصلاح أرض ومنتجات تانية من الأرض باقي السنة الزراعية
ده مجرد حلم .. هل ممكن يتحول لحقيقة؟

طيب بلاش .. الأحلام البعيده دي .. تعالى نقول حلم أقرب شويه

استهلاك مصر من القمح 14 قول 17 مليون طن ... بنزرع منهم 6 يتبقى 11 مليون طن بنستوردهم بكام
11 في 2000 دولار يساوي 22 مليار دولار .. من جيوبنا وقوتنا وعرقنا يساوي تقريباً 131 مليار جنيه
يساوي أكتر من 1500 جنيه للفرد الواحد راجل وست وعيل بيرضع في السنة .. ويساوي 4 جنيه من كل نفر يومياً
طيب قلنا الفدان بينتج 3 طن ... يبقى محتاجين كام فدان نزرعهم؟ 3 مليون و666 فدان .. قول 4 مليون فدان ياسيدي
طيب ده يطلع كام من الصحرا الغربية ... تخيلوا يطلع كام ... 2.3% من مساحة الصحرا الغربية .. ياعم خليها 3%
بالذمة دول يطلعوا كتير؟ ... ده غير باقي الفوائد من الأرض دي اللي قلنا عليهم فوق
تعرفو ال3% دي شكلها ايه .. شكلها الساحل الشمالي كله من اسكندريه للسلوم .. بعمق 30 كيلومتر جنوباً .. فقط لا غير
أو نصف الطول ده بعمق 60 كيلومتر جنوباً
وبالمناسبة المنطقة دي صالحة 100% للقمح .. وبمياه المطر فقط لو حبينا .. والعرب فعلاً بيزرعوها في الميعاد ده قمح وشعير

وفي النهاية أقول لمن يديرون أمورنا... أليس منكم رجل رشيد .. ياولاد الكلب

الاثنين، ١٩ سبتمبر ٢٠١١

حقائق لمن يريدها إسلامية -2-

حقائق لمن يريدها إسلامية -2-
عرضت فى الجزء الأول من هذا المقال، حقائق حدثت بالفعل فى الدولة الإسلامية منذ الخلافة الراشدة مروراً بمختلف عصور الخلافة. ولم أنظر فى عصور ازدهار الإسلام، لأننا لسنا فى عصر ازدهار، كما هو ظاهر للجميع، ولأن عصر الازدهار، كما هو الحال أيضاً لعصر الانحطاط، لا يظهر هكذا فجأة ولكن لابد له من مقدمات طبيعية كى يكون. فعصور ازدهار الدولة الإسلامية ارتبطت بأمور كثيرة لا يمكن تحقيق بعضها اليوم، بينما نبتعد بقرون، عن تحقيق بعضها الآخر الآن.

فلقد ارتبط ازدهار الدولة الإسلامية فى الماضى، بالفتوحات الإسلامية فى مشارق الأرض ومغاربها. وهو الأمر الذى لا يُمكن تحقيقه اليوم، لاختلاف الزمن وأساس العلاقات الدولية. نحن فقط نريد تحرير الأراضى المحتلة، وأن ننمى المواطن ونقضى على الجهل والفقر والمرض، ونبنى دولة نُباهى بها الأمم. لا نريد حروباً باسم الإسلام لأن هذا لم يصبح مُتاحاً أو أنه أصبح غريبا وضد النظم الدولية المُعاصرة. والمهمة الموكولة إلينا، هى مد جسور التفاهم مع العالم، برسالة سمحة.


وتلك ليست وظيفة الجميع وإنما الدُعاة، من رجالات الأزهر الشريف والمثقفين ممن يجيدون لغتى الثقافة فى العالمين.


أما ما نبتعد عنه بقرون، فهو العلم. فلقد ازدهرت الدولة الإسلامية، ومعها العلماء وما أبدعوه من علم للبشرية جمعاء، وليس فقط للمسلمين. كان لدينا علماء، من أمثال إبن سينا والرازى والزهراوى وابن البيطار وجابر بن حيان وابن الهيثم وابن النفيس وابن زهر وابن رشد وغيرهم. فأين عطاؤنا العلمى اليوم؟ لقد هادى الخليفة هارون الرشيد، الملك شارلمان بساعة بديعة "ضخمة بارتفاع حائط غرفة تتحرك بواسطة قوة مائية وعند إتمام كل ساعة يسقط منها عدد معين من الكرات المعدنية بعضها فى إثر بعض بعدد الساعات فوق قاعدة نحاسية ضخمة فيسمع لها رنين موسيقى يسمع دويه فى أرجاء القصر، وفى نفس الوقت يفتح أبواب من الأبواب الاثنى عشر المؤدية إلى مدخل الساعة ويخرج منها عدد من الفرسان بعدد الساعات يدورون حول الساعة ثم يعودون حيث خرجوا حتى إذا جاءت الساعة الثانية عشر يخرج اثنا عشر فارساً مرة واحدة يدورون حول الساعة ثم يعودون حيث خرجوا"!! وفى إطار النقاش العلمى، من النادر أن نرى سجالا علميا كالذى كان بين ابن رشد وأبو حامد الغزالى، ويكفى أن نرى من يناقشون العلم بالدين وقد كُفِروا وطلبت استتابتهم على ذلك، رغم أنهم أُناس، يقولون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فى حال كونهم مسلمين!


ولقد كانت اللغة العربية مهمة للغاية فى الماضى وكانت هى لٌب هوى العرب، مما جعل الله عز وجل، يُنزل عليهم رسالة، إعجازها الأساسى متمثلاً فى سحر اللغة، مصحوبة برسالة تفعيل إنسانية. ولكنهم ومع مرور الأزمان وانحطاط شأنهم، أخذوا الكلام، مجرداً من الفعل، ليقلبوا الدين إلى مكلمة، ومن يختلف معهم له الويل. لقد استهلكوا الناس بالتفاهات وأمور ليس لها علاقة بصحوتهم الحقيقية، وأقاموا تفسيرات خاصة جداً بالنص الدينى، واختاروا الآيات التى تناسبهم وركزوا عليها دون غيرها آخذين ببعض الكتاب وتاركين لبعض، فى تحريف واضح! ولا أعرف سبباً واحداً، لفرحة "بعض" العالم، من دوننا بالصحوة الإسلامية التى يدعون، غير أن من يريد الانقضاض علينا، يريد استمرار هؤلاء فى غيهم هذا، لأنه يقرب أعداءنا من أهدافهم، فى الانقضاض علينا! وبينما يسبون أمريكا ويرفضون إسرائيل فى العلن، يقبلونهما فى السر بخطابات، نُشرت مؤخراً، وكأنهم منافقو العصر الحديث!!


ولا أعرف، لماذا يصر الإسلاميون على الشكل، وليس المضمون؟ إنهم دوماً يريدون المُسمى: الدولة الإسلامية والخلافة. ولكن أين المضمون الذى يريدون؟ فعلى سبيل المثال، عندما نتكلم عن الدولة الديمقراطية، لا نجد مثالاً واحداً يُعبر عنها، ولكن أمثلة عدة، فدول الغرب، كلها ديمقراطية، ولكنها كلها مختلفة من حيث شكل النظام الديمقراطى! وكذلك كانت الدول الإسلامية، حيث اختلفت الدول ما بين دولة الرسول عليه الصلاة والسلام ودول الخلافة، التى اختلفت بدورها فيما بين بعضها البعض.


فما هو الشكل الذى يريدون؟ ثم كيف سيحلون المشاكل؟ هل يوجد أسلوب مختلف لحل المشاكل فيما بين الإسلاميين والعلمانيين مثلاً؟ ما هو الفرق التراجيدى الذى سيفرق بين حلول الإسلاميين لمعضلات الأمة عن العلمانيين؟ ليست هناك حلول سحرية لتلك المشاكل ولا يملك هؤلاء عصا موسى، ولا يملكها العلمانيون أيضاً، إلا أن الحلول لن تكون ذات طبيعة دينية، ولكن مدنية فى الأغلب الأعم، وهؤلاء يعرفون هذا جيدا جداً، وقد اعترف أحدهم هنا بتلك الحقيقة على رؤوس الأشهاد، وقد وافقته فى مقال سابق على هذا. وإن كانت أغلب المشاكل ذات طبيعة دنيوية، والعلمانيون أعلم بشئون دنيانا، بينما الإسلاميون دفنوا أنفسهم فى محاريب النصوص، فإن الأكيد، أن العلمانيين هم الأقدر على حل تلك المسائل.


لقد انبرى مستغلو الدين، حتى أصبحوا يلعبون على الأرض، دور الله والعياذ بالله، وبينما الله واحد وغيره متعدد، فإنهم يريدونا أن نسعى فى الأرض وراء التجربة الواحدة، التى لا شريك لها، رغم أن العقل كان الأمانة من الله عز وجل، والتى اتبعها الخلفاء فى زمن الازدهار، فتعددوا فى تجاربهم. ولكن من يريد منا التجربة الواحدة، إنما تعمق فى الدين ثم تشدد فيه برهبانية ابتدعوها، فما وفوها حقها، فعاشوا فى دور الإله، وأصبحوا يحكموا وفقاً لرؤيتهم بعد أن أقاموا أنفسهم شُركاء لله، ولا يحكموا بالفعل بتعاليم الله عز وجل. فالإسلاميون لا يدافعون عن الإسلام الذى قرأنا عن دوله المزدهرة، ولا يدافعون عن الإسلام الذى انهارت دوله أمام الغُزاة من خارجه. إنما هم يدافعون عن الإسلام الذى أقاموه هم، خارج كل مدارس الفكر الإسلامى الحقيقى، التى أقامها مفكرو الإسلام المعتدلون فى الماضى!


إن كم المشاكل النابعة فقط، عن الإصطلاح "إسلامى" دون تضمن الفحوى الواضحة، ليتضمن مشاكل ونزاعات وحروباً، بما يكفى، على مستوى العالم، وبالنظر إلى القائمة منذ بداية هذا القرن، نجد ما يلى:


إدعاؤهم وقول أمريكا بأنهم وراء تدمير برجى التجارة بالولايات المتحدة فى سبتمبر 2001، غزو أفغانستان من الولايات المتحدة مُتخذة من العنصر الإسلامى الذريعة، حرب حزب الله مع إسرائيل 2006، حرب إسرائيل مع حماس 2008-2009، معضلة دارفور، الحرب الدائرة بين مسلمين ومسلمين فى الصومال، الحرب بين الحكومة والإسلاميين فى اليمن، الحرب الدائرة بين الفلسطينيين، الحرب بين السنة والشيعة فى العراق، الكثير من التفجيرات على مستوى العالم، بما فيها مصر، ... إلخ. ناهيك عن الأزمات التى تطرأ بين الحين والحين بإيعاز من دول راديكالية فى المنطقة، بما فى ذلك بين الدول التى تحمل الصبغة الإسلامية كأساس أوحد لها.


وإذا ما نظرنا إلى أغلب النزاعات المسلحة اليوم فى المنطقة، سنجد أن عنصراً من عناصرها فى الأغلب، يحمل صفة "إسلامى"! فلا يمكن أن تجد دولة معتدلة مدنية المعالم، رغم ديكتاتوريتها وعدم وصولها للمدنية المطلوبة، تدخل فى حروب من أجل أمور يمكن أن تحل على مائدة المفاوضات، لو أن النوايا أخلصت واتحدت الدول على كلمة سواء. إن من يدخل تلك الحروب ويؤيد العنف، إنما تكون إما دولاً راديكالية النزعة أو دولاً تأخذ من استغلال الدين أساساً تنشر من خلاله العنف، أو حركات تتبع الغير وتمول منه ولا تنتصر فى النهاية وتدعى أنها انتصرت فى أم المعارك، رغم قتل الآلاف ودمار البنية التحتية! فإذا كانت تلك معايير النصر، فبالتأكيد، أخطأنا الحساب، ولتعلموا جميعاً أننا انتصرنا انتصاراً كاسحاً فى حرب 1967!!!


إن هناك اليوم، دولاً تطبق العدل والحرية والمساواة، وتتيح للجميع التعبد الحر، ليست إسلامية الهوية، ولكنها تحكم وكأنها كذلك فى العمل والعلم، متمثلاً فى الصناعة والزراعة والإنتاج والتعليم: تلك هى الدول المتقدمة. ففى أمريكا، يمكنك أن تقاضى مسيحياً أو يهوديا أو ملحداً أو غير ذلك، وتحصل على حقك فى حالة أنه ظلمك، رغم كونك مسلماً. إنك ممكن أن تقاضى رئيس الدولة فى ألمانيا وتحصل على حقك. ولك كل الحق فى عبادة ربك فى دور العبادة المنتشرة فى تلك الدول. ولا يوجد فارق بين مسلم ومسيحى ويهودى وبهائى وبوذى وملحد هناك. بل إن الناس لا يسألونك عن دينك ويعتبرون مثل هذا السؤال، سؤالاً شخصياً بحتاً، إنهم لا يتعاملون مع الشخص على أساس دينه، ولكن على أساس كونه إنساناً. لا يميزون بين شخص وشخص على أى أساس، إلا ما يقدمه للمجتمع من نفع. فإن لم يفعل فى ظل إعاقة ما أو بطالة، قدموا له المال!! هذا هو النظام فى الغرب. وإن لم تعش هناك فلا تفتى، لأن من قال لا أعلم فقد أفتى! وتلك الدول تحصل فيها على حقك، أفضل مما تحصل عليه فى دولنا، وفى مجمل تلك التى تسمى نفسها بالدول الإسلامية! وهو أمر عادى فى الإسلام، حيث يقول الله عز وجل: "ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم فى البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا"، ولكن الإسلاميين لا يرون هذا فيما يتعلق بالأقباط والبهائيين فى مصر، ناهيك عن الإسلاميين فى الدول الأكثر رجعية! وبالطبع تحدث فى تلك الدول الغربية، أزمات ذات طابع دينى من وقت إلى آخر، ولكنها لا تصل إلى التكفير وإهدار الدم وقتل المئات كما يحدث فى دولنا!


إن من يتهم العلمانية بهدم أساس الدين الإسلامى، فاته أن يفسر لنا، كيف تكون تركيا دولة علمانية، بينما 99 % من سكانها من المسلمين، والكثيرون منهم يرتادون المساجد ويصلون، بل ويحكمهم إسلاميون فى ظل دستور علمانى يحميه الجيش. كيف يحدث هذا فى تركيا العلمانية؟ وكيف يصلى الناس فى المساجد فى تركيا العلمانية؟ إنه لدليل واضح على أن من يدعى بأن العلمانية إنما تهدم الدين، لا يفهم من الأصل، ما هى العلمانية وقرأها من كتب، كُتبت على يد شيوخ جهلاء بها، ولم يقرأ عنها من كتب المتخصصين. ولكن تلك أيضاً من ضمن معضلات الإسلاميين فى منطقتنا، حيث يختارون ما يعضض موقفهم ويتركون غيره! الغريب، أن الإسلاميين أيضاً، يرون غضاضة فى الأخذ بالعلمانية الغربية بعد تنقيحها لتواكب ظروفنا، رغم أن طبيعة العلم، ليست إلا تلك: فلقد أخذ عنا الغرب الكثير، ونقح فيه ليوافقه، وظل غربا له عاداته وتقاليده، ولم نسمع غربياً يتنكر لهذا. أتعرفون لماذا؟ لأن الغربيين فى أغلبهم مخلصون لمصالح بلاده، بينما الإسلاميون لا يريدون إلا مصالحهم الذاتية فى الوصول إلى كرسى الحكم فقط، ولا يهمهم الدين من قريب أو بعيد! فلنؤسس أولاً لعصر الازدهار للدولة المدنية، بتهذيب الضمائر والعقول، لتعبر وبحق عن الأيديولوجية التى تنطلق منها، بعيداً عن النفاق من أجل الحكم وفقط!

شريف حافظ

الإثنين، 7 سبتمبر 2009 - 20:15

حقائق لمن يريدها دولة إسلامية

حقائق لمن يريدها دولة إسلامية 

يحاول الإسلاميون، من وقت إلى آخر، إيهامنا أنهم هم أصحاب الحق الأوحد فى تمثيل الإسلام، وهم أبعد ما يكون عن هذا التمثيل. ينادون بالدولة الدينية، ببرنامج هش حول نظام الدولة، وهو لا يُغنى ولا يُسمن من جوع. يلعبون على أوتار الجهل والبسطاء، رغم أن الناظر إلى الحاضر والماضى وفى دول إسلامية كثيرة سيصاب بالدهشة، إلى أن الحلم لا يُمكن أن يصبح حقيقة، بتلك السهولة التى يصورون. فالناظر إلى التاريخ الإسلامي، منذ وفاة الرسول، سيجد اختلاف نُظم الدولة الإسلامية من دولة إلى أُخرى. كما أن هناك حقائق مهمة يجب وأن لا ننساها أو نتخطاها، وإلا وقعنا فى المحظور.

أول تلك الحقائق : ثلاثة من الخلفاء الراشدين الأربعة، ماتوا مقتولين. عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، الذى قال له المرزبان، رسول كسرى: "حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر"، قُتل من قبل أبو لؤلؤة المجوسى، أثناء إمامته لصلاة الفجر، عثمان بن عفان، رضى الله عنه، قُتل من قبل أهل الفتنة، وكان مقتله مقدمة لأكبر فتنة عرفتها الدولة الإسلامية فى ذاك الوقت، على بن أبى طالب، رضى الله عنه، قُتل بيد رجل مُسلم يُدعى عبد الرحمن بن ملجم، حيث ضربه بسيف مسموم على رأسه. وقد بدأت الفتنة فى عصر عثمان بن عفان، رضى الله عنه، واستمرت فى كل عصر على بن أبى طالب. وهؤلاء الخلفاء الثلاثة، هم من المبشرين بالجنة وليسوا من عامة الناس أو ممن يُمكن مقارنتهم بأى شخص يعيش بيننا اليوم، من حيث إسلامهم أو علمهم أو اتصالهم الوثيق برسول الله، صلى الله عليه وسلم. فهل من يتواجدون اليوم، يُمكنهم أن يقونا فتنة أشد مما حدث فى عصر هؤلاء؟

ثانى تلك الحقائق: لقد أسس معاوية بن أبى سفيان الدولة الأموية على أساس نظام الملك أو ما يُسمى بالتوريث. وقد مضت الأمة الإسلامية من بعده على هذا النهج، فى أغلب شئونها، ولم تتكرر مسألة اختيار الخليفة باستخدام الشورى كثيرا، كما حدث فى عهد الخلفاء الراشدين. ورغم أن هذا حدث فى عهد الخلفاء الراشدين، إلا أن اختلافاً كبيراً قد حدث فى هذا الأمر فى عهد على، رضى الله عنه، مما أحدث الفتنة فيما بعد. فمن أين نضمن حدوث الشورى لاختيار من سيحكُم؟ وكيف نضمن أنه لن يحول الأمر بسطوته إلى نظام توريث؟

ثالث تلك الحقائق: قامت حروب بين المسلمين أنفسهم فى بدء الخلافة الإسلامية وصحابة رسول، الله صلى الله عليه وسلم، بين ظهرانيهم، حتى أنه لم يكن هناك احترام لوجود هؤلاء الصحابة، وقتل منهم أشخاص ومُثل بهم من قبل مسلمين. فعبد الملك بن مروان هو من قُتل فى عهده، عبد الله بن الزبير الذى كان خليفة على مكة والحجاز والعراق، فى نفس الوقت الذى كان فيه يزيد بن معاوية ثم معاوية بن يزيد ثم مروان بن الحكم ثم عبد الملك بن مروان خلفاء تتابعاً فى الدولة الأموية التى كانت عاصمتها دمشق. ويجب أن نعرف أن قائد جيش عبد الملك بن مروان الذى قتل ابن الزبير، كان الحجاج بن يوسف الثقفى الذى ضرب الكعبة بالمنجنيق، وأصابها وهدم بعض أجزائها ليقتحم المسجد الحرام فى النهاية ويُمسك بعبد الله بن الزبير. وكان كل هذا فى إطار تصارع على السلطة، بين مسلمين، هم أشد قُرباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الناحية التاريخية.

فكيف لنا أن نضمن عدم الصراع من يريدها دولة دينية إسلامية على السلطة، ثم التحارب وخلق فتنة أشد من فتنٍ سبقت فى تاريخ الإسلام فى المنطقة؟ وأُذكر، أن من نتكلم عنهم أعلاه، أشخاص كانوا قريبين فى المدى الزمنى من دولة الرسول، عليه الصلاة والسلام. ولا ننسى ونحن نتساءل هنا بتلك الأسئلة، أن مصر ليست حماس وفتح، وأن على مقربة منا إسرائيل، وهنا أحب لمن يقرأ أن يزن ما أقول بميزان شديد الدقة! كما يجب ألا ننسى أن حماس وهى جماعة مسلمة تابعة للإخوان المسلمين فى مصر قد حولت غزة إلى معقل للبطش ضد كل المخالفين، وهو ما تشهد عليه الأفلام المبثوثة من غزة، وليس ادعاء رخيص!

رابع تلك الحقائق: عند قيام الدولة العباسية، قام أبو العباس السفاح، بقتل كل من طالته يده من أُمراء بنى أمية، ولو غدراً. حتى أنه أقام ما يُشابه مذبحة المماليك فى قصره، لبعض أمراء بنى أمية الذين دعاهم إلى العشاء، فخرج عليهم السيافون وقتلوهم، ثم ُرش السجاد "عليهم"، وجلس أُمراء بنى العباس "عليهم"، يأكلون ويتسامرون، بينما المقتولين غدراً يتأوهون فى أنفاسهم الأخيرة !! وكانت تلك الوحشية، هى إيذاناً بقيام دولة الخلافة العباسية الإسلامية! وهنا نؤكد على أن الوحشية، لم تخل من الدولة الإسلامية فى بعض عصورها المهمة. فكيف لنا أن نضمن أن مُقيمو الدولة الإسلامية فى مصر، لن تحكمهم ثقافة الكره التى تحكمهم بالفعل اليوم، لدرجة اتهام الناس بما لم يقولوه وتكفيرهم رغم إسلامهم، والوقوف ضد كل مختلف معهم، وليس فقط مع الدولة المصرية؟ ما هى الضمانة، إنهم لن يقتلوا الأقباط والبهائيين، بل والمسلمين من المختلفين معهم؟ بالطبع لا يوجد أى ضمانة لذلك على الإطلاق، وقد ضربت الجمهورية الإسلامية فى إيران مثال واضح على هذا، وهى صديقتهم اليوم، فهنيئاً لهم تلك الصداقة وياويلنا منها، إن وصلوا للحكم والعياذ بالله!!

خامس تلك الحقائق: مرت الدولة العباسية بالكثير من الأحداث المماثلة لما مرت به الدولة الأموية، ولكن كانت نهايتها مؤلمة للغاية، حيث كانت الدولة قد بدأت تتآكل وينفصل الكثير من الإمارات والممالك عنها، ولم يكن لها من الهيبة لكى تقف فى وجه هذا الانفصال، حتى جاء هولاكو خان، غازياً بغداد وفعل فيها ما فعل وقتل الخليفة المستعصم بالله نفسه كما قتل صدام حسين من الأمريكان. فما الذى يضمن لنا عدم تفتت الدولة فى عصرهم، المرتجى منهم وحدهم، أو أن نصل على أيديهم إلى حال مثل تلك التى وصلت إليها العراق فى عصر المستعصم بالله؟ لا شئ يضمن هذا كله بالطبع! ويكفى أن نرى ما يريدون فيما يتعلق بعلاقتنا الخارجية من مقاطعات وقطع علاقات. إنهم يعلنونها حرباً على العالم وهم خارج السلطة اليوم، فما بالكم بما سيحدث وهم داخلها؟ وبالطبع، فان أفغانستان طالبان، شاهدة على مثل تلك الإجراءات، التى يريدون، وهى دولة إسلامية أيضاً بمثل ما يرغبون!

* * *
ما أريد أن أصل إليه هنا، من خلال سرد تلك الحقائق السريعة، هو أن الخلافة الإسلامية لم تكن كلها هى المثل الأعلى المُحتذى. ونحن نتكلم هنا، عن أساطين فى التاريخ الإسلامى وليس عن بعض اللاعبين بالدين هنا أو هناك. والمقارنة بين المتواجدين اليوم، من مستغلى دين وبين الرسول، عليه الصلاة والسلام، غير ممكنة على الإطلاق. كما أن المقارنة بين هؤلاء وبين الخلفاء الراشدين أو من تبعهم، لأمر صعب. كما أن ظروف الأمة، يما فيها من أمور مُعقدة ومشاكل عميقة وخيوط متشابكة، لا يُمكن أن تُقارن حتى بأحلك لحظات الخلافة الإسلامية الماضية، لأن العصور مختلفة بالكامل، وأساليب الحل متباينة وأدوات التعامل متغيرة.

إن ادعاء من يقولون بالدولة الإسلامية ورغبتهم فى بنائها لهو إدعاء كاذب، لأنهم بالإضافة إلى أنهم لا يُمكن مُقارنتهم بمن ذكرت أعلاه، يريدون الدولة الإسلامية فى حد ذاتها فقط، لأنهم لم يتكلموا أبداً من قبل عن حلول وبدائل للمشاكل المتواجدة اليوم. هم دائماً يتكلمون فقط عن شكل ما لنظام يريدونه، ويطلقون عليه إسلاميا، رغم أنه لا يوجد ما يُمكن أن نقول عليه "وحده" بأنه نظام إسلاملاى. وبالتأكيد، ستصبح مصر العلمانية، التى يحكمها العدل والحرية والمساواة بالإضافة إلى حرية العقيدة شديدة القرب إلى الدولة الإسلامية الحديثة، عنها إلى الدولة الإسلامية التقليدية. بل إن الدولة الإسلامية التقليدية التى كان يحكمها معاوية بن أبى سفيان، ليست بقادرة اليوم على مواكبة أوضاع العصر. والثابت، أنه لا يوجد دولة إسلامية ذات شكل واحد راسخ على مر العصور منذ دولة الخلافة الراشدة وحتى اليوم.

كما أن نماذج الدول الإسلامية اليوم، ليست مُشجعة على الإطلاق. وليأت من يريد الدولة إسلامية بنموذج يمكننا أن نستشهد به اليوم، من بين تلك الدول المتواجدة على الساحة، كى نعرف كيف نناقشه، ولكنه لن يجد! فنحن نعرف ما يجرى فى الدول الإسلامية اليوم، والوثائق الدولية متوفرة ومنتشرة إن كان لا يعرف، ويريد الاستمرار فى التضليل. والإسلاميون يعرفون أيضاً، أن المسلم يمارس شعائره فى الدول العلمانية الغربية ويحصل على حقه، بأفضل مما يحصل عليه فى الدول الإسلامية المزعومة، ولكنها المُكابرة التى يستمرون فيها!!

لقد عرضت عرضاً مُختصراً فى هذا المقال، لحقائق معروفة فى الدولة الإسلامية لدى الرعيل الأول ولدى من تبعهم. فإن كان هناك مُكذب فليقل ويكتب. ومن رأى فى نفسه قُدرة على أن يُقيم دولة مثل دولة الرسول، صلى الله عليه وسلم، رغم أن الكثير من الخلفاء من بعده من أعظم من أنجبت الأمة لم يستطع، فليقل لنا من هو وكيف سيقيم دولة لا يحدث بها ما حدث فى دول الأعاظم من الناس فى التاريخ الإسلامى.

من يرد فليتكلم من واقع السيرة الإسلامية وبالتاريخ. وأرجو ألا يُقارن نفسه بأعاظم الرجال لأنه لن يستطع، ولكن ليقل لنا كيف سيقيم دولة فى هذا العصر الإشكالى الكبير، بحيث لن تحدث فيها ما حدث فيما سبق من عصور لم تكن فيها العلاقات الدولية بهذا التعقيد. لقد كان بيدى الخلفاء المذكورين، وملأ كيانهم، كتاب الله وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، وحدث ما حدث. فما الضمانة ألا يتكرر ما حدث من قبل من لم يعاصر رسول الله، صلى الله عليه وسلم؟!


شريف حافظ
 الخميس، 3 سبتمبر 2009 - 11:13
 
للمقال بقية ان شاء الله

الأحد، ١٨ سبتمبر ٢٠١١

نصف ثورة مصر ، كيفية الخروج من المأزق


نصف ثورة مصر
كيفية الخروج من المأزق

هذا المقال موجه بشكل رئيسي للقوى الثورية غير المسيسه والتي تؤمن بضرورة التغيير الجذري وبناء مصر الجديده
هذا التحليل انما هو من بنات أفكاري ولا يعبر الا عن وجهة نظري المتواضعه

بادئ ذي بدء، هل الثورة المصرية في مأزق؟ والاجابة نعم، حيث أن الثوره المصريه بكل ما فيها من ايجابيات وروعه الا أنها تحولت لنصف ثوره، فلا هي فشلت وعادت الأمور لما كانت عليه وبالتالي امكانية عمل ثوره جديدة، ولا هي حققت جل ما أرادت وحلمت. فالثوره خلعت رأس النظام وتسببت في هزة عنيفة للداخلية المصرية كما حركت الكثير من الدعاوى القضائيه ضد كثيرون من النظام السابق، ولكن بقى النظام (كمنظومه سياسية اداريه في الدوله) على حاله دون تغيير بل ويقاوم هذا التغيير بكل عنف مع عناصر أخرى. وأنا هنا أتكلم عن الوقائع التي حدثت وليس الأماني أو الوعود بما فيها الانتخابات التي نحلم بأن تكون نزيهه.

أولاً العناصر الفاعلة في الأزمة:

وهي الفصائل المكونة للشعب المصري الآن من وجهة النظر السياسية والتي تؤثر في نجاح أو فشل الثورة وبالتالي الخروج أو البقاء في هذا المأزق

1.    العنصر الشعبي، وهم الشعب المصري غير المسيس أو الغير مشترك في أحزاب أو جماعات أو كيانات سياسية أو تنظيميه، وهو العنصر الذي يضم في داخله العديد من الفصائل فمنه ذي الطابع الثوري ومنهم من المحافظين الاصلاحيين ومنهم الصامتون الغير معنيون بالأمر كله ومنهم من تعارضت مصالحه مع هذه الثوره وتضرر منها دون أن يكون مشاركا في مضادات الثورة أو الثورة المضاده ومنهم من لايعي ولا يدرك أياً مما سبق وهم الأخطر على هذه الثوره
2.    النخبة السياسية، وهم الأحزاب والحركات والكيانات السياسية المنظمة وهي أيضاً منقسمة الى عدة فصائل فمنهم الديني (ولا أقول الاسلامي فكلنا مسلمون) ومنهم ضد الديني (ولا أقول العلماني) ومنهم الليبرالي ومنهم اليساري ومنهم القومي الناصري. واحقاقاً للحق فهذا العنصر هو من أهم عناصر الثورة تأثيراً في الخروج من الأزمة أو البقاء فيها
3.    مضاد الثورة أو الثوره المضاده (والأخير مصطلح خاطئ)، وهم لسؤ حظ الثوره متفقون (على الأقل حالياً) عكس العنصرين الأول والثاني الأهم بين العناصر، وهم من تضرروا من هذه الثورة من النظام السابق وفلوله من رجال دوله أو رجال أعمال فاسدون أو شرطة أو غيرهم ممن تأثروا سلباً بهذه الثورة. ويختلف هذا العنصر عن من ذكرناه كفصيل في العنصر الأول في أنه يمتلك قوة فاعله وارادة لافشال الثوره وضربها بكل القوى المتاحه
4.    النظام الحالي، وهم المجلس العسكري والجيش والحكومة ومنظومة النظام الحالي الذي يملك ادارة البلاد في الوقت الراهن وهم أيضاً متفقون وقلما تجد منهم ثورياً أو مؤيداً للثوره بكل عناصرها
5.    المجتمع الدولي، وهي مجموعة الدول الأجنبية أو المنظمات الدولية التي تملك قوة التأثير في الثورة مثل أمريكا واسرائيل والاتحاد الأوروبي وتركيا والسعودية وغيرهم، ومثل صندوق النقد والأمم المتحده ومنظمات حقوق الانسان الدوليه وغيرهم. وكما هو الحال في العناصر السابقة فيختلف توجه كل فصيل في هذا العناصر بين مؤيد ومعارض وفاعل ومتضرر وهكذا

ثانياً عناصر مسببة للأزمة أو تزيدها تعقيداً:

1.    مضاد الثورة أو الثورة المضادة
2.    النظام الحالي وتوجهه الاصلاحي المحافظ دون اتباع منهج ثوري واحداث تغيير جذري. ومازاد في الأمر منهج وثوابت القوات المسلحة التي تدير البلاد حالياً من انتظام ونظام وبيروقراطية وعدم اعتيادهم على سماع وجهات النظر الأخرى بسبب تدريباتهم منذ الصغر على اصدار الأوامر وتحمل مسؤولياتها أو الطاعة في تنفيذ تلك الأوامر حتى لو خالفت وجهة نظر المتلقي
3.    اختلاف النخبة السياسية وحالة الاستقطاب السياسي للفوز بأكبر قدر من المكاسب السياسية في الفتره القادمه (وللحق فان أول من بدأ في هذا هم الاخوان المسلمين لأسباب ستذكر لاحقاً وان كانت وجيهه). وبالتالي أصبحت النخبة مفككة غير متفقه على أمر واحد وهو مايستغله النظام الحالي الذي يدير البلاد في الانفراد بالقرارات بحجة أن النخبة لم تتفق ولن تتفق
4.    نقص الوعي لدى الشعب المصري نتيجة التجريف السياسي والتعليمي وحتى في التفكير المنطقي الذي تعمد النظام السابق احداثه في هذا الشعب على مر 60 عاماً، وبالتالي أصبحت فصائل هذا العنصر المذكوره سابقاً تتجه في أمواج متفرقه تجاه بعض النخب تأيداً دون وعي أو منطق أو تجاه النظام الحالي بحجة الرغبة في الاستقرار أو تجاه الثورة المضاده لتلاقي مصالحه مع مصلحة هذه الثورة المضاده حتى وان كانت غير فاعله فيه
5.    الحالة الاقتصادية المتدنيه وانفلات الأسعار والانفلات الأمني كلها تصب في غير صالح الثوره، ولكن على الجانب الآخر سببت الأزمة الاقتصادية المتوارثه عن النظام السابق مع الفقر وقلة الدخول موجه جديدة متوافقه مع الثوره (ولا أقول أنها ثوريه ولكن متوافقه فقط) وهي موجة الاضرابات والاعتصامات وما يسمى بالمطالب الفئوية على أساس أنها من سببت الثورة في بداياتها وهي من أعطت زخما ثوريا لها وتسببت في نجاحاتها الأولية وبالتالي تفرغ كل منهم الى مطالبه التي بسببها نزل مع الثوار الذين يطالبون بالتغيير الجذري والحرية والكرامة ثم انفضوا لاضراباتهم واعتصاماتهم كنتيجة طبيعية لوقوفهم مع الثورة وانتظاراً لحصد مطالبهم المشروعه والصعبة التحقيق في الوقت الراهن احقاقاً للحق أيضاً
6.    ضغوط المجتمع الدولي (ومعظمها مضاد للثوره الا قليلاً) على النظام الحالي ودعم بعضها لنخب حاليه من أجل افشال هذه الثوره

ثالثاً الأمر الواقع:

1.    الواقع الآن واحقاقاً للحق وبسبب كل ماسبق، أن القوى الثورية الشعبية غير المسيسة والتي تسببت وقامت بالثورة لم تعد قادره على الحشد لثورة جديدة وهو أمر واضح وظاهر في كل المحاولات السابقة سواء مليونيات أو اعتصامات في التحرير أو فعاليات مختلفه
2.    المجلس العسكري الذي يدير البلاد يمثل الجيش برغم كل المحاولات لاعادة تصنيفه كمدير للبلاد يقوم بعمل سياسي قابل للنقد، ولكن الواقع أظهر صعوبة هذا الفصل. كما أن الحشد لثورة جديدة قد يقابل بالرفض حتى من بعض القوى الثوريه على أساس أن أي ثوره جديده هي ثوره على الجيش نتيجة عدم القدره على التمييز بين المجلس العسكري كسياسي وممثلاً للجيش المصري العظيم، وبالتالي أصبح الأمر أكثر حساسية كما قد يكون أكثر عنفاً ودموية مما حدث خلال الـ 18 يوماً العظيمه
3.    مجموعة المصالح المتابينة ولكن المتشابكه للنظام الحالي والسابق وقوى الثورة المضاده أقوى تأثيراً وفعالية من تلك التي يملكها الثوار سواء على الشعب أو على النخب، فالشعب سيحب ويؤيد من يعطيه ما يحتاجه من أمن واقتصاد واستقرار حتى لو كانت الشرطة هي من سيفعل ذلك، أما الثوار فلا يعطون الشعب الا مزيداً من الانفلات والفقر والكثير من المعاناة والألم (حتى لو كان ذلك من أجل مصر الجميله الحرة) أما النخب فهي فاعل وليس مفعولاً به كما هو دورها في عملية الاستقطاب
4.    أسوء ما في الأمر الواقع هو أننا مقبلون على انتخابات برلمانية أقل ما توصف به أنها كارثية، ولن تنتج الا واحد من نظامين، اما عودة الوطني مع قلة من الاخوان والدينيين وعودة الى نظام 2005 وهو غاية طموح المجلس العسكري أو (اذا ماتحقق الغدر واقصاء الوطني) مجلس من الدينيين والاخوان الذين قد يحولون مصر في هذه المرحلة الخطيره الى أفغانستان جديده أو ايران على أقل تقدير مما قد يتسبب في مشكلة ومواجهة ضخمة بين مصر من جهه وأمريكا وحلفاؤها من جهة أخرى وهو الأمر الذي لا تحتمله مصر في الوقت الراهن على الأقل. وبكل الأحوال فلن تزيد نسبة الثوريون سواء المسيسون أو غير المسيسون عن 5% من هذا المجلس في أفضل الحالات

رابعاً هل من حل وكيف نخرج من هذا المأزق؟

قبل البدء في هذه المرحلة من هذا المقال المتشائم في معظمه، أحب أن أنوه على أن ارادة الله كانت هي العامل الأول والمؤثر الأكبر في نجاح الثوره في بداياتها كما أن طبيعة الشعب المصري عودتنا على المفاجآت وأن لا شئ متوقع بشكل مؤكد، وهو ماقد يحمل الحل بكل سهوله ودون فسلسفة وسفسطة من كاتب هذه الكلمات.
أما عن ما جال بخاطري من حلول لهذا المأزق وهو مأرغب في أن تناقشوني فيه وتفندوه لي هو كالتالي (بفرض فشل فكرة الانتخابات بشكلها الحالي):

1.    أولاً وقبل كل شئ توحد القوى الثوريه غير المسيسة والتي تتفق على مبدأ التغيير الجذري وتحلم بمصر الجديدة وهو أمر غير قابل للمناقشة في رأي وتبنى عليه كل المقترحات القادمة، وبالتالي عمل ما يشبه الجمعية أو التنظيم العلني (وليس السري) بعيداً عن الكلمات التي استهلكت في الفترة السابقة كالائتلاف أو الحركة أو غيرها من مسميات تم ضرب معانيها بعرض الحائط، والاسم مهم ويجب أن يكون جديداً وملهماً لجذب أكبر قدر من العناصر السابق ذكرها، كما على هذه المجموعة أن تواصل ايمانها بالتغيير السلمي بعيداً عن أي عنف أو تخوين وتتعامل مع كل العناصر على انها عناصر وطنيه حتى وان كانت تغلب مصالحها على مصلحة الكل، فالجميع يرى أن مصلحة الوطن هي في وصوله الى سدة الحكم.
2.    يجب اختيار شخصية مصريه خالصه وطنيه وثوريه محبه للوطن والأهم يحبها الموطن أو متوقع أن يحبها الموطن، تماماً مثل ما قامت به الجمعية الوطنية للتغير عندما اختارت د. محمد البرادعي لاحداث التغيير ولكي تلتف العناصر حوله. والبرادعي هنا (برغم جبي الشديد له وتقديري لدوره العظيم) الا انه لم يعد البديل المطروح، كما أن الشائعات والضباب الذي أحدث عمداً على شخصية البرادعي سواء من النظام السابق أو من المنافسين المحتملين له أو معارضيه قد لا تحدث التأثير المطلوب، وتحمل هوه دون غيره من المرشحين الحاليين معظم عبء هذه الشائعات والضباب لأنه أول من بدأ منهم، كما أن كل محاولات الرد على هذه الشائعات قد باءت بالفشل الجزئي على الأقل. هذه الشخصية المطلوبة يجب أن تكون على مسافة واحدة من كل العناصر والأطياف وبخاصة النخب، كما يجب أن يكون لها سجلاً حافلاً ونظيفاً ووطنياً. هذه الشخصية (على فرض قبولها لهذا الدور) يجب أن تكون هي المتحدث الرسمي والوحيد لهذه المجموعه
3.    أول العناصر التي يجب التعامل معها وبقوة وتركيز هي عنصر النخبة والقوى السياسية، وهذه يجب التأثير عليها لاحداث أكبر عملية توافق وتوحيد للصف مرة أخرى وذلك بوضع تصور عام لشكل الدولة والدستور بشرط ألا يكون متأثراً بالنظم الغربية وهو ما يسبب الحساسية والحرج لجماعة الاخوان ويسبب الاعتراض صراحة من السلفيين (وللحق مرة أخرى فهما القوتان الأكثر تأثيراً حاليا في المواطن المصري)، فهم يرون أن النوذج الغربي نموذج كافر ولا يجب العمل به، وهو أيضاً ماجعلهم في حالة السعار الحالي للوصول للحكم ليس هدفاً ولكن وسيلة لارساء دولة الاسلام وارضاء لربهم من وجهة نظرهم. وهو أمر قد يكون مفهوماً ولكن ليس مقبولاً لأن هناك ما يسمى بالحداثة وتحديث النظم القديمة التي لم ينص عليها شرع الله وتركها لولاة الأمر. وهو ماتمسكوا هم به على أساس أن ولاة الأمر منذ 1400 عام أقروا نظم ما بطريقة ما ويجب على كل المسلمين اتباعها دون تحديث. وهذا التصور يجب أن يجمع مابين النظام الديموقراطي الرأسمالي والاشتراكي والليبرالي والأهم أن يدمج مع النظام الاسلامي في الحكم، وهو تصور ليس مستحيلاً ويمكن عمله بمنتهى السهولة بوضع مبادئ وشكل كل نظام وفصل مميزاته عن عيوبه وجمع كل المميزات واستبعاد كل العيوب أو أكثرها تأثيراً في هذه النخب.
4.    وضع برنامج وتصور شامل وتفصيلي يجمع جموع وعناصر الشعب المصري على قلب رجل واحد فيما يخص النظم الاقتصادية والعمل والخدمات وغيرها من أشياء يسهل عملها وتحقيقها ويحبها هذا الشعب الذي تعرض لكل أشكال القهر والظلم والفقر
5.    وضع برنامج تفصيلي لعمل مصالحة شامله من أعضاء النظام السابق وفلوله وثورته المضاده، ويشمل الشرطة والمحليات ورجال الأعمال والتغاضي عن كل ماحدث منهم من تجاوزات ولكن بشروط محدده منها على سبيل المثال عدم التغاضي عمن قام بجرائم قتل أو جرائم فساد كبيره أثرت على الرأي العام مثل حادث العباره مثلاً وليس حصراً، والتغاضي حتى عن أي أموال أو أراضي أخذت دون وجه حق، مقابل دعم الحركة والابتعاد عن الثورة المضاده، واعطائهم الضمانات الكافية لذلك مقابل (على سبيل المثال فقط) أخذ الضمانات الكافيه منهم بعدم التعاون مع الثورة المضادة وعدم الدخول في العمل السياسي لفتره محدده وقصيره. وأعرف أن كثير منكم سيعترض على هذه النقطة بل قد يثور علي أنا، ولكن أقول لهم انه بجانب الواقع وماتم استعراضه سابقاً وأيضاً مقابل مصر جديده وتغيير جذري قد يهون كل شئ حتى لو كان براجماتي ووصولي مثل طرحي في هذه النقطة، كما أن المتوقع استرداده أو عمله لهذه العناصر قد يصل الى صفراً كبيراً. هذه هو ما أسميه ثوره مضاده ضد الثورة المضاده وتفريقها وتمزيقها لصالح هذا البلد
6.    بكل ماسبق تستطيع الحركة أن تحشد الدعم الكامل "سلميا" ضد العنصران الباقيان وهما النظام الحالي والضغوط الخارجيه لتحقيق هدفها نحو تغيير جذري ومصر الجديده كما رأيناها في أحلامنا

قد يكون هذا التصور حالماً أكثر من اللازم وقد يكون خاطئاً ومن المؤكد أنه يحتاج لكثير من العمل والجهد، ولكني واثق من أنه قد يكون نواه لفكره جديده أو تصور آخر، وأنتظر تعليقاتكم وآرائكم والأهم نقدكم وتصوراتكم

الخميس، ١٥ سبتمبر ٢٠١١

ما هو شكل الدولة الديموقراطية

مبادئ الدولة الديموقراطية

وهي مفاهيم ومبادِئ مصممةٌ حتَّى تحافظ الأكثريّة علَى قدرتها علَى الحكم الفعّال والأستقرار والسلم الأهلي والخارجي ولمنع الأقليّات من تعطيل الدولة وشلّها:

مبدأ حكم الأكثرية
مبدأ فصل السلطات ومفهوم تجزيء الصلاحيات
مبدأ التمثيل والانتخاب
مفهوم المعارضة الوفية
مفهوم سيادة القانون
مفهوم اللامركزية
مبدأ تداول السلطات سلميا

شكل الدولة الديموقراطية الحديثة:

تبدأ البلاد الحديثة بتأسيس نظام ديموقراطيتها على أساس وضع دستور يناسبها، وهو ينظم العلاقات والمسؤوليات بين المؤسسات التشريعية والتنفيذية، ويوجد التوازن بينها بحيث لا تستبد أحداها بأمور الدولة، ويضمن الدستور الحريات الأساسية للمواطن على أساس المسواة بين جمع الأشخاص والفئات والطبقات وبين المرأة والرجل. وبعد إنشاء نظام مؤسسات الدولة ينتخب رئيس الدولة طبقا لقوانين الدستور، فيحكم بواسطة المؤسسات الموجودة. ويمكن انتخاب الرئيس أما مباشرة من المواطنين أو يقوم أعضاء البرلمان بانتخاب رئيس الجمهورية وذلك يحدده الدستور.

1. مدة خدمة الرئيس، أربع سنوات أو خمسة أو سواهما، قابلة للتمديد مرة واحدة، وليس من شأنه تغيير الدستور.

2. نظام واستقلال محكمة دستورية عليا، تراعي تمشي الرئيس والقوانين التي تصدرها الوزارة أو البرلمان مع الدستور، وترجع إليها الوزارة والبرلمان في حالة الخلاف على قانون جديد من القوانين المدنية، وقد يقوم رئيس الجمهورية باستشارتها أيضا في بعض الموضوعات.

3. استقلالية القضاء، وان يكون الجميع أمام القانون سواء، من الوزير إلى المواطن العادي،

4. استقلالية الصحافة، وتعددية وسائل الإعلام حتى لا تسيطر جهة على اعلام الجمهور،

5. أمور الحكم وتوفير العمل للشباب والإدارة الاقتصادية والمالية واستقلالية البنك المركزي وأمور الري والزراعة والصحة والتعليم ,وأمور الجامعات ومراكز البحث العلمي الأساسي والتطبيقي ومراكز البحث العلمي في الزراعة والري وتعمير الصحراء وزراعتها من الأمور الصعبة التي لا يمكن للجيش القيام بها وانما يقوم بها مختصون وزراء من أعضاء البرلمان.

6. يتشكل البرلمان من أعضاء أحزاب تم انتخابهم، عددهم يحدده الدستور، ويحدد عددا منهم لكل محافظة (محافظون منتخبون) لتمثيل الدولة بكاملها، على ان يكون عدد أعضاء البرلمان بحسب أغلبية الاصوات التي حصل الحزب عليها. يقوم البرلمان أو الحكومة بصياغة القوانين الجديدة ويقترع عليه في البرلمان. يمكن إذاعة جلسات البرلمان مباشرة في التلفزيون ليطلع المواطنون على مايجري فيه طالما لا تخص مواضيع أمن البلاد، ويمكن لأعضاء البرلمان استدعاء جلسة خاصة - يمكن أن تذاع في التلفزيون مباشرة - وتقوم بسؤال وزير مشتبه فيه.

7. أحزاب سياسية تقوم بإقناع الجمهور ببرنامج إصلاحاتها، وبحسب أغلبية أعضاء الحزب في البرلمان يمكن تكوين الحكومة من أعضاء البرلمان، وقد تكون حكومة تآلف بين حزبين أو ثلاثة للحصول على أكثر من نصف مقاعد البرلمان،

8. تحديد عدد الأحزاب بوضع نسبة أدنى (مثلا 5%) لدخول البرلمان، هذا يحفز الأحزاب أن تكون واضحة في مبادئها وواضحة في برنامجها وتحاول جذب جمهور إليها بالحوار والإقناع. تمويل الأحزاب من الدولة ويكون نصيب كل منها بحسب نسبة انتخابها من المواطنين. (زيادة عدد الأحزاب تضيع قدرة المعارضة في البرلمان)، وشفافية التبرعات التي يحصل عليها كل حزب سيسي من جهات مدنية.

9. البوليس "في خدمة الشعب" ويتبع وزارة الداخلية، ووزير الداخلية مسؤول عن عملها امام البرلمان وأمام رئيس الوزراء. القبض على المشتبه به لا بد وان يكون بأمر قضائي، ولمدة أيام قليلة تحت التحقيق. ويجب أبلاغ أهله وتعريفهم بمكان حجزه خلال 24 ساعة، وكذلك ان يمكن أهله زيارته لمنع سوء المعاملة في الحجز. و"من حق " المشتبه فيه الاتصال بمحامي يدافع عنه. تدريب أعضاء البوليس على سبل التعامل المهذب مع المواطنين بين الحين والحين في دورات تدريب.

10.تفعيل اتحادات العمال والنقابات واستقلاليتها بضمان الدستور، وحرية عمل جمعيات الرعاية، والجمعيات التطوعية، ونشاطات المجتمع المدني وغيرها، مثل اتحادات طلبة الجامعات ورابطة أتحادات طلبة الجامعات على مستوى الدولة.

11. الفن في تنفيذ الديموقراطية هو تأليف دستور ينظم العلاقات بين المؤسسات التنفيذية الكبيرة في الدولة بحيث تراقب بعضها البعض باستقلالية، ويكون لكل منها رقيبا يحاسبها على أساس منطوق الدستور.

12. الاهتمام بتدريس حقوق الفرد وتدريس العلاقات بين المؤسسات التشريعية والتنفيذية في الدولة في المدارس، حتى يتكون نشأ يعرف ما له وما عليه في المجتمع الذي يعيش فيه، ويكون منهم من ينضم لأحزاب يستطيع من خلالها دعم العمل الحزبي وتعلم طرق الحوار ويكون فعالا مشاركا في إحدات التغيير والإصلاح والتقدم.

للمزيد طالع المقال الأصلي على ويكيبيديا الموسوعة الحرة