ثورة ولدت ولم تنجح بعد .. ويريدون الانقلاب عليها .. ولن ينقلبوا عليها بالمواجهة، وإنما بتحويلها إلى تمثيلية، وهناك من هو مستعد لتقديم كل أنواع المغريات كي تنضم إلى تمثيلية الثورة .. فهل تحب أن تشارك .. إليك بعض الوسائل والطرق لكي تشارك في التمثيلية دون أن تضحي بأن تحسب - لا قدر الله - من الفلول ..هذه وسائل مبتكرة للمشاركة في تمثيلية الثورة!
في الحقيقة .. لا أتمنى لأي منا أن يشارك في أي تمثيلية فمصر أكبر من ذلك، والقوى الوطنية المصرية أوعى من ذلك. هناك من يحاول خداعنا، وقد كتبت ما كتبت لا تشكيكياً في أحد، وإنما توعية وتحذيراً بما أملك من فكر وجهد وقلم. مصر بحاجة إلى أن تكون الثورة حقيقية، وأن تجتهد الأحزاب لحل مشكلات الشعب ولا تنشغل بالأفكار فقط، وأن نناصر جميعاً الإعلام المحترم فقط، وأن نرفض فكرة أنياب الثورة للقضاء على الثورة!. أتمنى من كل القوى السياسية أن تنضم إلى فكرة أن "مصر أولاً" وأن كل جماعاتنا وتياراتنا وأحزابنا وجمعياتنا المدنية إنما هي وسائل لدعم الخير ودفع عجلة النهوض بمصر إلى الأمام، وأنها في النهاية وسائل لغاية كريمة وشريفة وهي أن نعيد لكل مظلوم حقه، ونثأر للشهيد، وننحاز للشعب، وننهض بمصر.
المصدر: جريدة الوسط اليومية
الرابط
- التمثيلية تحتاج إلى أن نؤكد دائماً - مهما نفعل - أننا مع الثورة، ونشتم النظام السابق كنظام دون تحديد لأي شخص. المهم تظهر دائماً لتقول "التحرير .. الميدان .. النظام السابق .. الفساد .. الشعب .. الوحدة الوطنية" .. استخدم ما تستطيع من هذه الألفاظ طوال الوقت وبصرف النظر عن محتوى ما تقول حتى لو كان مخالفاً تماما لهذه الألفاظ .. احرص على استخدامها في التمثيلية لتنجح الثورة
- احرص أن يكون النقاش دائماً حول الأفكار فقط .. في التمثيلية يكفي أن تكون المعارضة كلامية وحول التفسيرات والمصطلحات والشعارات. لا تدخل في تقديم أي حلول أو التعرف على أية المشكلات .. فهذا يجعلك تتأثر بالواقع المرير، وقد لا تنجح التمثيلية. كلما ارتفعت حدة الخلافات الفكرية والكلامية كلما ظهر أن الحرية منتعشة والتمثيلية ناجحة. شارك في الصراع الفكري قدر استطاعتك، ولا تنشغل بمشكلات الناس!
- التمثيلية تحتاج أن يبقى اللاعبون الرئيسيون في مكانهم مهما حدث. لذلك لا تشارك أبداً في أي أطروحات تناقش فكرة التخلص من اللاعبين الرئيسيين في التمثيلية! يكفي للتثبيط أن تتحدث عن "الاستقرار .. الخونة .. العلمانيين .. عجلة الانتاج .. العودة إلى الحياة الطبيعية" ستنجح التمثيلية إذا شارك أكبر عدد من المصريين في نفس هذا الكلام بصرف النظر على الواقع .. احرص على نجاح التمثيلية!
- ميدان التحرير بصورته الثورية سيكون لعنة على نجاح التمثيلية لأنه يمكن أن ينقلب على التمثيلية في أي لحظة. لماذا لا تشارك في تحويل ميدان التحرير إلى لحظة تاريخية مضت وكانت جميلة! أكد على هذا المعنى، فالتاريخ ليس مكانه الحاضر. لا تشارك في أن يعود التحرير مكاناً للثورة، فالثورة قد نجحت.. أليس كذلك؟ إن لم تستطع أن تمنع الناس من العودة للتحرير .. يكفي ألا تعود .. ويفيد لو تهزأ بمن يعودون
- ميدان التحرير لعنة على التمثيلية، وغيره من الميادين كذلك؟ لو اجتهد من يريدون أن تنجح تمثيلية الثورة في تحويل الميدان إلى ساحة صراع فعلي أو مصطنع بين الثوار أو ضد الثوار، فدورك أساسي في نجاح هذه الخطوة بأن تطالب فوراً بمنع النزول للتحرير .. وإن كثرت الإصابات بين الثوار أو من في التحرير فلتنادي بحظر التجول أو حتى إعلان الأحكام العرفية فنجاح الثورة أهم أحياناً من الحريات .. أليس كذلك!
- تمثيلية نجاح الثورة ستحتاج إلى كل جهد إعلامي ممكن .. ساهم في نشر أفكار وإنتاج من يؤيدون الاستقرار! فهو كلمة السر في النجاح .. لقد بذل من يريدون نجاح التمثيلية جهدا كبيراً في الفترة الماضية في إنشاء قنوات وصحف إعلامية كثيرة ومتنوعة لخدمة التمثيلية .. ودورك أن تساعد في نشر انتاج هذه الوسائل ليتكون بها الرأي العام المؤكد لنجاح الثورة، وأنها مسألة وقت فقط.. وهكذا تساهم فعلياً في نجاح التمثيلية! دورك مهم!
- التمثيلية بحاجة إلى أحزاب تساند نجاحها، وتم إنشاء العديد منها. انضم لتلك الاحزاب وشارك في اقتسام نجاح التمثيلية. الثورات الحقيقية مؤلمة ومكاسبها قليلة، ولكن تمثيلية الثورة تعطيك خير ما فيها، وتجنبك آلامها. الأحزاب التي ستتنافس حول الكلام والأفكار وفقط هي خير ضمان لنجاح التمثيلية وقد تم إنشاء العديد منها لخدمة المشروع. احذر من الأحزاب التي تتكلم عن مشكلات الناس. ساعد في نجاح التمثيلية!
- هناك 4 مؤسسات هامة تتحرك لإنجاح التمثيلية ويحذر الاقتراب من الحديث حول فسادها حتى ينجح المشروع وهي المجلسين والقضاء والنائب والأجهزة السيادية. هذه المؤسسات هي المحرك الرئيس للتمثيلية، وفتح أي حديث حول مخالفات أي منها أو أي شخص بها يهدد التمثيلية بأكملها. هاجم بعنف أي محاولة لفتح أي ملفات فساد لهذه الجهات التي يجب حماية عصمتها لنجاح التمثيلية. دورك هام في هذه الجزئية!
- لتنجح التمثيلية لابد أن تظهر أنها البديل الوحيد لكي يستمر الشعور بنجاح الثورة. وبالتالي لابد من تسفيه أي رأي يخالف ما هو متداول اليوم من صراع حول الأفكار وتخدير للناس وإلهاء للجميع بعيداً عن المشكلات. لا تساعد في أي حوار حول فشل الثورة أو الحاجة إلى إعادة النظر فيما تم. يكفي سرد ما حدث من إيجابيات خلال 4 شهور لإسكات المخالف ويكفي التأييد الظاهر لكثير من القوى السياسية.
- تمثيلية الثورة بها مكان لكل القوى التي تتوق إلى العودة إلى الشرعية أو المشاركة في الحكم ما دام الجميع موافق على المشاركة في التمثيلية. المكاسب من التمثيلية كبيرة ومتزايدة للجميع، فيكفي فقط أن تنتظر أن تعلن تلك القوى مواقفها لتؤيدها وعندها فأنت لا تؤيد الدولة وإنما القوى المحترمة! وهنا سيكون من السهل أن تمر التمثيلية لأن الجميع ساكت واصطلح الكل على القبول بالتمثيلية وإنكار أنها تمثيلية.
- كما أن السادات قال أن "للديمقراطية أنياب" عندما أراد الحكم الفردي تحت تمثيلية العيب والديمقراطية .. قد يكون من المهم أن يكون "للثورة أنياب" عندما تتعرض التمثيلية للخطر، وإذا كنت مشارك في التمثيلية فيحب أن تؤكد على الحاجة إلى القوة لحماية الثورة (المقصود التمثيلية)، وأن الردع والأحكام العرفية قد تكون هي الطريق الوحيد لقمع أعداء الثورة! هذا الكلام مهم في المرحلة القادمة .. شارك من فضلك!
- في الختام: تمثيلية الثورة قد تكون هي الخيار الوحيد كي تتوزع الكعكة على كل القوى التي عانت من قبل، وكل من يريد المشاركة في حكم مصر، وهي كذلك ضمان أن تنتقل مصر بسرعة إلى الأمام (ونقلل من شأن محاكمة الفسدة والقتلة) .. لو فشلت التمثيلية سيخسر كل من يرغب في المكاسب العاجلة. قد يكسب الشعب ثورة حقيقية، ولكن ستتأخر المكاسب طويلاً .. فهل يرضيك هذا!
في الحقيقة .. لا أتمنى لأي منا أن يشارك في أي تمثيلية فمصر أكبر من ذلك، والقوى الوطنية المصرية أوعى من ذلك. هناك من يحاول خداعنا، وقد كتبت ما كتبت لا تشكيكياً في أحد، وإنما توعية وتحذيراً بما أملك من فكر وجهد وقلم. مصر بحاجة إلى أن تكون الثورة حقيقية، وأن تجتهد الأحزاب لحل مشكلات الشعب ولا تنشغل بالأفكار فقط، وأن نناصر جميعاً الإعلام المحترم فقط، وأن نرفض فكرة أنياب الثورة للقضاء على الثورة!. أتمنى من كل القوى السياسية أن تنضم إلى فكرة أن "مصر أولاً" وأن كل جماعاتنا وتياراتنا وأحزابنا وجمعياتنا المدنية إنما هي وسائل لدعم الخير ودفع عجلة النهوض بمصر إلى الأمام، وأنها في النهاية وسائل لغاية كريمة وشريفة وهي أن نعيد لكل مظلوم حقه، ونثأر للشهيد، وننحاز للشعب، وننهض بمصر.
المصدر: جريدة الوسط اليومية
الرابط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق